مواجهة عدوى المسالك التنفسية بطريقة طبيعة عبر زيوت مختلفة لنباتات من فصيلة الخردليات

Atemwegsinfektionen mit Senfölen begegnen

 

أصبح معنى هذه الحكمة يتزايد سنة بعد سنة في رياضة سباق الحمام الحديثة، لأن مقاومة البكتيريا لمختلف الأدوية في إزدياد مستمر كذلك. لهذا أصبحت المضادات الحيوية النباتية محل اهتمامنا الكبير في الأبحاث التي نجريها لوقاية وعلاج المسالك التنفسية عند طائر الحمام.

إلى جانب مكافحة هذه المضادات الطبيعية للبكتيريا، نجد أن لها أيضا تأثيرا فعالا ضد الفطريات والفيروسات، كما أن لها مضاعفات جانبية شبه منعدمة ولا توجد مقاومة معروفة للبكتيريا الممرضة ضدها. الميزة الإيجابية الأخرى للمضادات النباتية الطبيعية تكمن في كونها لا تدمر البكتيريا النافعة لجسم الطائر كبكتيريا الأمعاء مثلا، بل على العكس من ذلك، فهي تساعد على تقوية جهاز المناعة لديه. لهذا فهي مناسبة جدا للإستعمال كواقيات وكحماية من الإصابة بالأمراض. إلى جانب هذا كله، فهي توفر للطائر في نفس الوقت أنواع مختلفة من الفيتامينات والأملاح المعدنية والمواد الزهيدة ومواد حيوية أخرى.

المضادات النباتية الأكثر قوة وفعالية نجدها غالبا في فصيلة النباتات الكرنبية أو مايسمى كذلك بالخردلية أو الصليبية كفجل الخيل الريفي مثلا، وفي فصيلة الزنبقية كالثوم مثلا. العنصر المؤثر في هذه النباتات يأتي غالبا من التركيبات الكبريتية والزيوت الأثرية التي تحتوي عليها، وقد تمكنا بالطرق العلمية الحديثة من إستخراج هذه العناصر دون أن تفقد مفعولها الطبي المتميز.

إستعمال نبتة الكبوسين (أو مايسمى كذلك اللادن أو السلبية أو أبو خنجر) ونبتة فجل الخيل الريفي كان معروفا منذ زمن طويل في طب العصور الوسطى في أوروبا الغربية، والذي كانت فيه زيوت نباتات الخردليات تستعمل لعلاج أمراض الجهاز التنفسي آنذاك. لكن فقط عبر تطور تقنية الزرع وتحسين النوع، أصبح من الممكن إستخراج تركيزات كبيرة لزيوت الخردليات الطبية التي تكبح نمو الجراثيم الممرضة.

أظهر زيت بنزيل الخردليات المستخرج من نبتة الكبوسين تأثيرا واسعا عند فحص تكاثر البكتيريا الممرضة بطريقة صيغة غرام الموجبة والسالبة (grampositiv & gramnegativ) التي طورها الألماني "هانس كريستيان غرام" في القرن التاسع عشر. أما زيت أليل الخردليات المستخرجة من نبتة فجل الخيل الريفي، فله مفعول قوي عند الفحص عبر غرام الموجبة ضد بكتيريا المكورة العقدية والمكورة العنقودية (Staphylococcus & Streptococcus) الأكثر إنتشارا في المسالك التنفسية، بينما النوع الأخر المسمى زيت 2-فينيل الخردليات، أظهر مفعوله عند الفحص عبر تقنية غرام السالبة ضد بكتيريا الإشريكية القولونية المسببة لما يطلق عليه مرض الآدينو (E-Coli) والزالمونيلا. هذه الأنواع من المواد النباتية هي بديل طبيعي فعال وخاص لمختلف المضادات الحيوية الكيميائية الأخرى ذات الأعراض الجانبية السلبية.

وخلافا للمضادات الحيوية الكلاسيكية، فإن هذه المواد الطبيعية تسطيع القضاء كذلك على أنواع من الفيروسات والفطريات والخميرات الممرضة مباشرة في مكان تواجدها في جسم الحمام، لكون زيوت الخردليات المستخرجة من مختلف فصائل هذا النوع النباتي تستطيع الوصول إلى الجزء العلوي للأمعاء والدخول عبره إلى مجرى الدم. بهذه الطريقة لا يتم التأثير على البكتيريا الطبيعية النافعة داخل الأمعاء والمسؤولة عن الهضم الجيد وعن عمل جهاز المناعة الطبيعي لجسم الطائر. عند إمتصاص زيوت الخردليات المختلفة إلى مجرى الدم، ترتبط ببروتينات خاصة حتى تصل عبر الدورة الدموية إلى أماكن طرحها وهي الكليتين والمثانة والإحليل ثم إلى الرئة المرتبطة بكل المسالك التنفسية، فتقوم هذه الزيوت الطبية بالقيام بمفعولها العلاجي والوقائي هناك.

.


2 thoughts on “مواجهة عدوى المسالك التنفسية بطريقة طبيعة عبر زيوت مختلفة لنباتات من فصيلة الخردليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *